الجمعة، 27 يناير 2012

هم العاله ليوم الخلاص..

ووليليليلليلييييي الف الف مبروك .. جاء عريس الغفلة اخيرا ليخلصهم من اول العالات في المنزل و عقبال الباقيات.

الام: ها يا بنتي.. .. ايش رأيك؟ ( سؤال غبي على فكره..ليش هي اساسا تعرف ايش اسم العريس؟)
البنت : ( لازم تثقل شويه) مدري ... كيفو؟

الام: قلك يشتغل بالسعودية و معه سيارة برادو و بيستئجرلك بيت هنا و بيدفع بك مليون... هاا و على ما اعتقد اسمه سعيد و ( عشان تغري البنت) كمان قالوا جهال الحارة الي شافوه انه شكله حلو.
البنت : ( فرحانه لكن لازم تعمل حركه الخوف على الدراسة ) لالا الصدق اني اشتي اكمل دراستي و اطلع دكتورة..
الام: هبله !!! من بيتزوجك لما تطلعيلي دكتوره؟ بعدين لا تخافيش قال بيخليك تكملي تعليمك و تخلصي الثنوية.. ايش عاد تشتي احسن من كذه؟
البنت : خلاص تمام على ما تشتوا. ^_^ ..

تشرع الام بالتجهيزات المطلوبة للعرس باسرع ما يمكن ( قبل ما يطير العريس) ... تستلم قيمه العاله..( المهر)  و تبدأ بتوزيع المبلغ على ..( الصاله , الجعاله , الكسوة , فستان العرس , فستان الغسل, فستان الحمام ,فستان الصبري ,فستان الصنعاني , فستان الخليجي , فستان المغربي, الكوشات , الكوافير, المنقشه, و اهممم شي طبعا الفرقه عشان يكون العرس حامي).  .... و طار المهر كله طبعا و العاله لم ترى ريال واحد منه.
المهم... تبدأ الافراح و الليالي الملاح مع حلول فصل الصيف .. بعد جعجعه شهرين من التجهيزات على الاقل ...  و بعد ان تنتهي العاله من اختباراتها المدرسيه.... اقل العائلات ( زقعا) تبدأ الاحتفالات قبل اسبوع من موعد العرس على الاقل و تتضمن هذه الاحتفالات ( الزفه) و هي وضع سماعات ضخمه عند شبابيك المنزل  موجهه للشارع بأعلى صوت ممكن ... و في معضم الحالات تبدأ الزفه الساعه السابعه صباحا و تنتهي عند منتصف الليل ( و يا مصيبه الي جيرانه زقعين ) ^_^! .
يأتي اخيرا اليوم الاسطوري ... او كما تعتقد العاله انه سيكون اسطوريا ( مساكين البنات كل واحده مؤمنه انه عرسها اسطوري فعلا )
يبدأ العرس و ينتهي مع دخول عريس الغفلة  الذي ستراه البنت لاول مره ... و لكن قبل دخول العريس..
نساء المدينة: - يلا نروح ؟ - لالا يا هبله خلينا نجلس نشوف العريس قلك وسيم و معه سياره برادو..- خلاص تمام نجلس اصلا ليش اجينا غير عشان نشوفه هي هي هيييي.
يدخل العريس بعد طول انتظار بين امواج من الغربان ... قصدي النسوان .. المتلهفات لرؤيته ( و كانه عمرهن ما شافين رجال ) .
تبدأ عمليه التفحص الدقيق لعريس الغفله منذ دخوله من باب الصاله مرورا بجميع المراسيم من كيكه و عصير و فل و مشي على الممر و اخذ صور ( بهذله في بهذله) .. كل واحده من نسوان المدينه تحاول التركيز على التفاصيل اكثر من الاخرى لان مباراة الوصف ستبدأ في اليوم التالي.
تنتهي المراسيم بحمد الله و ( ينقلعوا)  نسوان المدينه من الصاله ..
ترجع العائله الى المنزل ... يملئها الاعياء و الفرح و السرور بنفس الوقت لتخلصها من اول عاله 
الام: الحمد لله الي تمت الزواجة على خير .. كنت خايفة على البنت لتعنس.
الاب: ااااه الحمد لله والله صدق الي قال هم البنات للممات .

نساء المدينة في طريق العودة من الصالة: العروسه ما طلعتش حلوة و الفستان شكله رخيص و الاكل طعمه بائت و الفرقه مش حامي ...العريس مش على قدر الوصف  سمين و قصير و عينه طويل زيد ....بس المهم مرتاح و زيد عنده سياره من الكبار ......الخ

اسبوع البصل قصدي العسل عادتا ما يكون في عدن بين الحر و الرطوبة و تحت اللثمه...
ينتهي اسبوع العسل و تبدأ المسكينه بعيش الروتين الممل و تحمل المسؤليه الثقيلة التي لم تكن في الحسبان عندما وافقت... فكل ما فكرت فيه هوالصاله و الكوشه و الزفه....
للاسف لا رجوع الان ايتها  المسكينه......بعد الاحباط النفسي الذي ينتاب البنت نتيجة اكتشافها ان الحياة الجديدة ليست ورديه كما تصورت ... تبدأ بأقناع نفسها ان هذا هو الحال الطبيعي لكل فتاة و ان الدراسة ليست مهمه فالبنت اخرها بالمطبخ ...

في الحقيقه هذه هي النتيجة الطبيعية لهذه الفتاة .. بسبب الغزو الفكري الذي تعرضت له من قبل المجتمع منذ طفولتها...
-ماشاء الله قادك حق زواجه
-الله يزوجك
-ههههههه جعلك زوج كيف دمك خفيف
- البنت ما ينفعه الا زوجه
- البنات يدرسين يدرسين  و اخرتهن لبيوت ازواجهن
حتى الخطيب في الجامع .. كل جمعه يدعي ( اللهم زوج بناتنا) .....و كان البنت فعلا عاله على المجتمع و بقائها بدون زواج يشكل خطرا على الامه... متى ستندثر هذه الطريقة المستفزة في الفكير؟؟
اعلم ان الكثير من اليمنيين لم يعودوا يفكرون بهذه الطريقة .. ولكن ايضا هناك شريحه واسعه من المجتمع يفكرون بهذه الطريقة و ربما اسواء.. يغتالون عقل الفتاة  و كل احلامها في الحياه  فلا يسمح لها بالتفكير الا    ب( متى ستتزوج) ...)x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق