الاثنين، 9 يناير 2012

تسقط البحشامه !!!



في مجتمعنا اليمني كل يوم هو يوم ماراثون شعبي على مستوى الجمهورية ... يستيقظ الفرد المولعي منذ الصباح ليبدأ مشواره الجاد و الكادح للبحث عن ( العودي المقدس ) ...
- الزوجه :  صباح الخير يا رجال ..
-المولعي: لا صبحك ولا مسيك .... وين الصبوح ؟؟؟ هيا اشتي الحق اوقع بالعمل لجل الحقلي عودي سوى
-الجهال:  *يا با يا با اشتي مصروف  ..* وانا اشتي حق الكتب ..* يابا الاستاذ قال نجيب دفتر ثاني للواجب
-المولعي: لكم جني يلفكم بساعه وحده .... طلبات طلبات طول السنه واخرته ترسبوا ... مافيييش ولا ريال  من وين انديلكم ؟ مافي الا خمس مائه حق العودي .
يخرج المولعي من منزله الخالي من النقود متوجها الى العمل لتسجيل حضوره في دفتر الحضور حرصا منه على ان لا يخصم من مرتبه اي ريال ( اصل المرتب يادوب يكفي قيمة العودي) ..... اثناء التوقيع يلتقي زميله في العمل.
-الزميل:كيف الحال؟
-المولعي: زي الزفت... والله تعباان و مطفرن .. خلي على الله بس زوجتي و الجهال مثل الشفاط ما يشبعوش  و ما تخلصلهمش طلبات كله هات هات هات .
-الزميل: المهم فين بتخزن اليوم؟
-المولعي:ايوة ذكرتني هيا نروح نلحق المقوات ..
يعود المولعي الى منزله بالغنيمه العظيمه ( علاقي قات ) .. .. يدخل من الباب مستعجلا يسأل .... فين الغدا؟
-الزوجه: ايش اطبخلك ؟ هواء؟
-المولعي: مش عادنا صرفت الاسبوع الاول ؟فين راح؟ كم تهبري انتي و عيالك؟ انا معي انس ولا جن داخل البيت؟ ...... الخ من الجدال...
يهرب المولعي بعدها من كل هذا ليدخل الى مملكته الخاصه بصحبه العودي المقدس  ... يبدأ بالشعور انه ملك بعد دقائق و يدخل في طور البحشامه ( الساعه السليمانيه )..... كثيره هي الاطوار التي سيمر بها صديقنا المولعي اثناء رحلته مع العودي الذي امتلئ فمه بأوراقه ... حتى يصل الى اخر طور في اخر الليل وهو طور الاأكتئاب و الطنان ..
ينتهي اليوم الاول و يبدأ صباح يوم جديد ليكتشف صديقنا المولعي انه ليس ملكا ... بل انسان بأس  فقير لم يحقق شي في حياته ( بسبب انشغاله بالعودي طوال اليوم ) ...فيصاب بالاحباط .
لكن المصيبة انه سيستعد ثانيتا لرحله البحث عن ( العودي المقدس) .
في النهاية .... اقول لكل مولعي  ... لن اسرد عليكم اضرار القات الصحية و النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية وووووو..... الخ
لن اقول لكم ايا من هذه النصائح الممله التي سمعتموها مليون مره و تعرفونها حق المعرفة ......سأقول لكم ... فقط ... اليمن يستحق منا التفكير بأشياء اكثر اهمية من العودي اللعين .

هناك تعليق واحد: